الاثنين، 7 نوفمبر 2016

ملخص عناصر التصميم

إن عناصر التصميم الجرافيكي تعني ببساطة مكونات التصميم أو العمل الفني؛ التي تنظم بطريقة يعيها المصمم لتنفيذ التصميم بروحية تحث المشاهد على اكتساب رد فعل طبيعي تجاه ما يراه. إن الناحية الجمالية في طريقة ترتيب تلك العناصر هو ما يعطي للتصميم وزناً:
 العنصر الأول: النقطة
إن كل شيء في الطبيعة أصلاً هو نقطة، فاجتماع النقاط هم ما يشكل الخط، والخط يصنع الشكل…
العنصر الثاني: الخط (Line):
ويمكن تعريف الخط على أنه شكل ضيق جداً، وللخط وظائف عديدة منها الحس بالحركة داخل الفراغ أو حوله وذلك لما للخط من مقدرة على جعل العين تتابع حركته أينما اتجه.
وللخطوط تعبيرات معينة فالخطوط المستقيمة الناعمة تعبر عن الهدوء والاستقرار، أما الخطوط المتقاطعة والمتعارضة والمتعاكسة في اتجاهاتها تعبر عن الحركة والحيوية والتفاعل.
هناك أنواع متعددة من الخطوط منها الخط المستقيم، الخط المتعرج، الخط المتقطع….الخ، وهناك تصنيف آخر لأنواع الخطوط منها الخطوط الحقيقية وهي المرسومة بشكل واضح وحاد، وهناك الخطوط الوهمية المتكونة نتيجة التقاء شكلين في التصميم.
فوائد الخطوط:
-   تقسم الفراغ.
-   تحدد الأشكال.
-   تنشئ الحركات.
-   تجزأ المساحات.
التأثير النفسي للخطوط:
·     الخطوط الرأسية توحي بالثبات، وباتجاه من أعلى إلى أسفل، وسبب ذلك أن العين تتبع اتجاه الثقل في قراءة الخط حيث تبذل مجهوداً أقل من ذلك المجهود اللازم لقراءة خط بحركة صاعدة وبنفس الطول. إن ظاهرة الجاذبية الأرضية هي إذن -بالنسبة لإحساسنا- الحركة الطبيعية، وكل حركة مضادة تتطلب مجهودا أكبر حتى نتحقق، فصعود مستوى مائل أكثر مشقة من نزوله.
·   الخطوط الأفقية توحي بالهدوء والاستقرار، ولايستطيع الخط المستقيم الأفقي أن يحدد الاتجاه الذي يوحي به سواء إلى اليمين أو إلى اليسار إلا بإضافة العناصر القادرة على الإيحاء بالتوجيه والحركة كالأسهم مثلا.
·    الخطوط المائلة توحي بالسقوط، وقليلاً ما يستعمل في التصميم دون مصاحبة خطوط أخرى ذلك لأنه لا يحقق الإحساس بالاتزان والثبات العام للتصميم الذي يبحث عنه المصمم، فهو يؤثر بكل قوة للدلالة على اتجاهات وإيحاءات بالحركة. فرمز البرق يأخذ معني أقوى برسمه خطاً منكسرا وسهمه متجه إلى أسفل كما في الشكل، ليوحي بالحد الأقصى لسرعة الهبوط بخلاف ما إذا كان الخط صاعدا والسهم إلى أعلى حيث يمكن أن يراود نفسية المشاهد فكرة المقاومة الناتجة عن الجاذبية الأرضية، وهكذا نفهم قيمة تحديد اتجاه خط لتحديد معناه.
·    الخطوط المتكسرة توحي بالحركة، وأحياناً الفوضى، ونلاحظ في هذه الخطوط الحدة في التشكيل، مما يستلزم استعمال بعض الحليات معه لكي تلطف وتهدئ من تأثيره. كما استعمل في بعض الزخارف الإسلامية. ويمكن للخط المنكسر المكون من مستقيمين أن يتضمن اتجاها مؤكداً مهما كان وضعهما في الحيز، على أن يحدد هذا الاتجاه بمحصلة المستقيمين المكونين للخط المنكسر.
·    الخطوط المنحنية توحي بالليونة وسلاسة التموج التى تمتزج أحيانا بالخط المستقيم لتهدئ من صلابته الزائدة. ومع أن الخطوط الأفقية والرأسية والمائلة، المستقيمة منها والمنحنية يمكن في مختلف تكوينها أن تترافق، إلا أنها يجب أن تظهر سيطرة وتفوق لنوع واحد منها ويكون تأثير الخطوط الأخرى ملطفا ومخففا لملل النوع المسيطر.

العنصر الثالث: الشكل (Shape):
وهو عبارة عن خط مكتمل ومغلق، والأشكال عديدة منها المنتظمة (الهندسية) كالدائرة والمربع والمثلث، ومنها غير المنتظم وهي كثيرة في الطبيعة، ويمكن تكوين شكل معين عن طريق تلوين مساحة من الفراغ داخل التصميم.
ويطلق على الشكل في كثير من الأحيان مفهوم (التكوين)، حيث تعتمد قوة التصميم على تكوينه، والتكوين هو شكل ترتيب العناصر في العمل او التصميم، وهناك تكوينات عده اذكر منها: الهرمي والحلزوني والمتموج والدائري، ويعتبر التكوين الهرمي اقواها، وطريقة توزيعه هي جعل الاشكال الكبيره والثقيله في الاسفل وجعل الاشكال الصغيره في الاعلى بالترتيب حسب الحجم والكثافة اللونيه وفصيلة اللون.

التأثير النفسي للشكل:
فإذا أخذنا سطحا مستويا كأساس لتكوين ما، فإنه كما قلنا يأخذ أهميته التشكيلية إذا ماظهر مواجهاً في المستوى الرأسي، ففي هذا الوضع يكون السطح مجالاً لتنغمات وتأتثرات متعددة، وتعتبر واجهة العمارة السكنية المحصورة بين جارين مثالاً لهذا الوضع. أما بالنسبة للأسطح الأفقية فجميعها تترجم في فن العمارة إما بشكل أسقف أو أرضيات موزايكو كا في الشكل التالي مثلا حيث نفذت رسوماتها من قطع الرخام أو الحجارة الملونة، أو سطح الماء بأحواض النافورات الذي يعكس صور الطبيعة حوله وحيث يظهر سطح الماء تبعا لحالة السماء ذو ألوان وحيوية متغيرة. كذلك السطح الأفقي يمكن أن يكون عنصراً حياً كالمسطحات الخضراء من الجازون واحواض الزهور مما يسمح بتنوع التأثيرات.
أما السطح المائل فيوحي دائماً بالحركة الصاعدة أو الهابطة تبعاً لمكان الرؤية بالنسبة للمنحدر. وأن هذا السطح المائل لا يوحي بتأثيرات الثبات إلا بالاستعانة بعناصر أخرى للدلالة عن حركة مضادة مما يحدث الاتزان.
أما السطح المنحني كالسطح الاسطواني كما بالشكل التالي والسطح المخروطي كما بالشكل فدائما ما ترتبط هذه الأسطح بفكرة التغليف بعكس السطح المستوي حيث لا يستطيع إحداث إلا فكرة التحديد الجزئي لحيز ما في اتجاه واحد. وأن السطح الأسطواني برؤيته من الداخل أو من الخارج ربما يتضمن مظهر سكون ،في حين أن السطح المخروطي يصحبه إيحاء بالحركة الصاعدة.
أما السطح الكروي كالقبة مثلاً فإنه يعطي الإيحاء بالتغليف وتحديد الحيز بداخله. كما يأخذ كمال تشكيله إذا كان مكوناً من نصف كرة مرتكزة على رقبة اسطوانية كما بالشكل التالي أما إذا كان ارتفاع القبة منخفضاً أي أقل من نصف قطرها فإنها تعطي إيحاء وتأثير سحق للحيز كما بالشكل التالي، وأخيراً السطح المنحني البريمي فنظراً لدوانه في الحيز حول محور رأسي فإنه يوحي بالحركة الرأسية الدورانية.
كذلك لا يؤثر السطح على المشاهد بأبعاده وشكله ووضعه في الحيز فحسب. بل تكتمل معانيه الإيحائية بطريقة معالجته، من حيث توزيع الإضاءة ولونه وملمس ونسج مواده المكونة له، فاللون مثلاً ربما يكون كافياً لأن يحدث إحساسات وانفعالات واضحة في نفسية المشاهد، كما تختلف هذه الأحاسيس باختلاف شدة الضوء.
كما يمكن أن نحصل على حيوية السطح بتجزئته إلى أسطح هندسية متجاورة تختلف زاوية تعرضها للضوء، حيث يكون الاختلاف في شدة الضوء على الأسطح عنصراً فعالاً للتنغيم.
 العنصر الرابع: المنظور:
وهو تمثيل الأجسام المرئية على سطح منبسط (اللوحة) لا كما هي في الواقع، ولكن كما تبدو لعين الناظر إليها من موقع معين.
وكثير من الاخطاء التي يرتكبها المصمم المبتديء تنشأ احيانا عن جهله بقواعد المنظور. فأبعاد الأجسام واتجاهاتها يطرأ عليها تغيير يتناسب مع موقع الناظر إليها.
والمنظور نوعان : خطي وهوائي.
1)    المنظور الخطي:
يقصد بالمنظور الخطي مظهر الأشياء كما يتحدد من خلال أوضاعها والمسافات النسبية فيما بينها. فالخطوط الأفقية المتوازية، مثل السكة الحديدية، تبدو وكأنها تلتقي عند نقطة التلاشي على خط الأفق. الخطوط العامودية المتوازية مثل أعمدة الكهرباء تبدو وكأنها تقترب من الأرض كلما بعدت عن عين الناظر إليها. وهذا التقارب التدريجي بين الخطوط – الناتج عن تضاؤل حجم الأشكال كلما زاد بعدها – يؤدي إلى الإحساس بعمق الصورة وتماسكها.
2)    المنظور الهوائي:
يقصد بالمنظور الهوائي مظهر الأشياء كما تبدو متأثرة بحالات الجو الطبيعي المحيط بها. ويتمثل المنظور الهوائي في الخفوت التدريجي للضوء وتزايد نعومة الأشياء البعيدة. وطالما أن حالات الطقس ثؤثر على لمنظور الهوائي حتى في الأيام المشمسة، فإن مظهر الأشكال البعيدة تحكمه حالة الجو المتاحة اثناء النظر إليها بالعين المجردة.
لمزيد من الإيضاح حول المنظور يجب الإشارة إلى مفردتيتن مهمتين في رسم المنظور، وهما: خط الأفوق، ونقطة التلاشي. إن خط الأفق هو مستقيم تتابعه بعينيك ويجتاز المنظر المرئي من أوله إلى آخره. أما نقطة النظر التي تقع على خط الأفق، فإنها تظل ثابتة تجاه عين الناظر.
يقع خط الافق على مستوى عين الناظر وهو يعلو وينخفظ وفقا لعلو الناظر وانخفاضه عن سطح الارض. وللتأكد من ذلك هنالك طريقة بسيطة يمكنك تطبيقها بنفسك. قف على الشاطيء في يوم صحو وانظر باتحاه البحر فتلاحظ ان السماء تلتقي مع الماء في خط مستقيم على مستوى عينيك تماما؛ إن هذا المستقيم هو خط الافق. اهبط إلى موقع إدنى فترى أن الافق يهبط بمقدار هبوطك فيما تكبر فسحة السماء وتتقلص فسحة الماء. بعدئذ، اصعد على مرتفع قريب يسمح لك برؤية البحر من الأعلى، فتلاحظ ان خط الافق يصعد بمقدار صعودك.
أما نقطة التلاشي، فهي النقطة التي تتلاشى عندها جميع الخطوط المتوازية والمائلة، وبما اننا نرغب في نقل هذه الخطوط إلى لوحة الرسم لذلك لابد لنا من ايجاد هذه النقطة التي تتلاشى فيها الخطوط على خط الافق. إن نقطة التلاشي تسمح لنا بوضع الاشياء في مكانها الصحيح على اللوحة، أي بإظهار بعدها الثالث سواء كنا ننظر إلى هذه الأشياء من الأمام أو من الجوانب أو من الأعلى.
الجدير بالذكر أنه عند البدء بتصميم يحتوي على أشكال ثلاثية الأبعاد (منظور)، ينبغي على المصمم الالتزام بالقواعد التالية:
·         كل الخطوط المتوازية تلتقي عند نقطة معينة على خط الأفق.
·         كل الخطوط المائلة تلتقي عند نقطة التلاشي على خط الأفق.
·         تتقارب الخطوط العمودية كلما بعدت عن عين الناظر.
·         تصغر السطوح العلوية كلما اقتربت من خط الأفق، وتكبر السطوح الجانبية كلما ابتعدت عن نقطة التلاشي.

العنصر الخامس: اللون (Color):
وهي عديدة أيضا ولا يمكن حصرها ولكن هناك نوعين رئيسين من الألوان: الألوان الباردة وهي الأزرق ومشتقاته، والأخضر يعتبر من الألوان الباردة، وهناك الألوان الساخنة وهي الأحمر ومشتقاته والأصفر ومشتقاته. الألوان الرئيسية ثلاثة هي: الأحمر، الأصفر، الأزرق. ومن درجاتها أو مزج لونين مع بعض تنتج الألوان الأخرى والتي تسمى (ألوان ثانوية). اللون الأبيض يسمى (أشعة) وليس (لون)، واللون الأسود يتكون نتيجة مزج جميع الألوان مع بعضها البعض، وقد يتساءل البعض عن الألوان الرمادية، إنها مزيج من اللون الأسود بدرجات (كثافات) معينة والأبيض.
للألوان مدلولات حسية كثيرة تثير في نفس المشاهد أحاسيس معينة، وهي أنه عادةً ما يكون لكل موضوع لون معين ففي تصميم منشور المطعم يفضل استخدام اللون البرتقالي بكثرة لأنه معروف بقدرته على فتح الشهية. أما الأزرق الذي يرمز للهدوء والاستقرار فإنه يستخدم مثلاً في التصاميم ذات العلاقة بالعلاج لأنها مريحة للعين، وسنتحدث بالتفصيل عن سيكلوجية الألوان في الفصل الخاص بالألوان.

العنصر السادس: القيمة (Value):
وهي درجة الإضاءة أو درجة القيمة الضوئية، فالمنطقة المضيئة في التصميم عادةً ما تكون أكثر قيمة من المنطقة المعتمة، هذا في الإعلانات الملونة، أما الإعلانات التي تستخدم الأبيض والأسود فقط فإن الأبيض يشكل أعلى قيمة، وكلما اقتربنا من الأسود نكون قد تدرجنا نحو القيمة الأقل ضوءاً.
والجدير بالذكر أنه يجب مراعاة الظل والضوء: فالمعروف أن المنطقة المتعرضة للضوء يكون جانبها الآخر في الظل.
موضوع الظل والظلال من المواضيع الهامة في التصميم، ولهذا قمت في السطور التالية بتحليل بعض الظواهر المتعلقة بهذا الموضوع، لكن بداية دعوني أعرف الظل.
الظل في اللغة نقيض الضح (بالكسر)، أو هو الفيئ أو هو بالغداة والفيئ بالعشى، ومكان ظليل ذو ظل، والظلة شيء كالصفة يستتر به من الحر والبرد، والظلال والمظلة (بالكسر والفتح) الكبير من الأخبية، والظليلة مستنقع الماء في أسفل مسيل الوادي والروضة الكثيرة الحرجات، والظلل الماء تحت الشجر لا تصيبه الشمس.([1])
وفي المعجم الوجيز([2]): الظل هو ضوء الشمس إذا استترت عنك بحاجز، والظليل ذو الظل، ويقال ظل ظليل أي دائم، وعلى ذلك فان الظل بمعناه العام يشمل الخيال الناتج عن الأشياء في اتجاه سقوط أشعة الشمس.
يستخدم الظل والظلال في التصميم لتسهيل فهم التصميم من خلال التعبير عن البعد الثالث للعمق وعن شكل السطوح وتحديدها إذا كانت منبسطة أو مستديرة أو مائلة أو رأسية، بالإضافة إلى إظهار الملامس السطحية. ويعتمد الظل على اتجاه الضوء في التصميم، والاتجاه التقليدي للضوء في الرسومات المعمارية هو الخط القطري للمكعب من زاوية أعلى اليسار الأمامية إلى زاوية أسفل اليمين الخلفية، وهذا أيضا في مناظر التخطيط والمسقط الرأسي يرى اتجاه الضوء كخط قطري لمربع وتكون زاوية اتجاه الضوء 45 درجة. ([3])
إن تكوّن الظل هو أحد نتائج انتشار الضوء في خطوط مستقيمة، ويطلق تعبير الظل على احتجاز النور عن منطقة ما بوجود حاجز معتم يعترض مسار موجات هذا النور (الضوء المرئي) القادم من أحد مصادر الضوء في اتجاه واحد.
وإذا تعرض أي جسم للإشعاع الشمسي (الضوء الطبيعي) فان الجانب المعرض مباشرة للشمس يكون مضيئاً، أما الجانب الآخر من الجسم الذي ليس في مواجهتها فيكون واقعاً في الظل، فعلى سبيل المثال لو كان أي مجسم هندسي معرضا للشمس فإن النصف المعرض للشمس يكون مضيئا أما النصف الآخر فيكون في الظل ويطلق عليه الظل الحقيقي، أي الذي يلقيه بنفسه على نفسه، ثم نجد أن هذا الجانب المظلل من المجسم الهندسي يقوم بإلقاء ظل على الأرض أو أي مستوى أو جسم آخر، وهو ما يعرف باسم الظل الساقط أو الظل الظاهري.
العنصر السابع: الملمس (Texture):
هو العنصر الذي يمتاز بأننا نحس به بحاستين هما: اللمس والبصر، وتكمن أهمية هذا العنصر في استخدامه للتمييز بين أجزاء التصميم لإعطاء كل شيء طبيعته الخاصة، فالخشونة للسطح الخشن والنعومة للسطح الناعم، كما أن تنوع الملامس بين أجزاء التصميم يعمل على إعطاء التصميم حيوية أكثر ويبعده عن الإحساس بالملل.
وملمس السطح يظهر كنتيجة للتفاعل بين الضوء وكيفيات السطح من حيث (النعومة، الخشونة، درجة الصقل). فنحن ننظر إلى القيم السطحية على أنها ملمس السطوح كما تحسه اليد، ولكن القيم السطحية ايضاً هي ملمس السطوح كما يحسها العقل لأن في العقل ميلاً لوصف السطوح المرئية على أنها خشنة أو ناعمة كما أن العقل يربط هذه الصفات المرئية بالحركة.
ويؤدي تنظيم تلك العناصر الشكلية بكيفيات مختلفة وبكثافات مختلفة إلى تغير الخصائص الضوئية للسطح من حالة إلى أخرى. والملمس في التصميم يعني الإحساس به عن طريق الرؤية البصرية، ومن ثم إحساس العقل بالقيم السطحية وتخيلها. إن هذه الظاهرة يطلق عليها أحياناً “المعادل البصري للإحساس الملمسي”.
وهناك ثلاثة عوامل رئيسيه توثر في مجال الإدراك بالنسبة للملمس وهي:
الضوء الساقط على الأسطح “شدته أو قوته ونوعه” مثل ضوء النهار أو الضوء الصناعي.
الجهاز البصري للإنسان الذي يتلقى الإحساس بالملمس.
تباينات طبيعة الأسطح نفسها.
وتصنف ملامس السطوح من حيث الدرجة إلى: ملامس ناعمة، وملامس خشنة. أما من حيث النوع، فإنها تصنف إلى: ملامس حقيقية (ملامس طبيعية، أو صناعية)، وملامس إيهامية.
توجد الملامس الحقيقية في الطبيعية كالنبات والحيوان والجماد، كما يمكن أن تكون صناعية تتحقق باستخدام تقنيات مختلفة من حفر، بصمة، نقش.. الخ.
أما الملامس الإيهامية، فهي الملامس ذو البعدين، والتي يمكن إدراكها بحاسة البصر دون لمسها، وغالباً ما تكون الملامس الإيهامية تقليداً لملامس حقيقية مثل ملمس الحجر أو الرخام أو الخشب أو الجلد. ويمكن تحقيقها في الأعمال الفنية عن طريق التقنيات والمعالجات التشكيلية على السطح ذي البعدين عن طريق توظيف عناصر التصميم كالنقطة والخط واللون.
كما يرتبط اللون بالملمس وبالخصائص البصرية للمادة، كما أن الإعتام والشفافية أو نصف الشفافية في الملامس تختلف عن بعضها، فالزجاج الشفاف يختلف في ملمسه عن زجاج آخر نصف شفاف.
نستطيع استلهام الملامس من الطبيعة، فالأمثلة كثيرة، فإننا نرى في المخلوقات والكائنات الحية ثروة من الأشكال المختلفة والملامس السطحية؛ في الحيوانات نجد جلد الثعبان والتمساح وظهر السلحفاة والفراء وجلد الحمار الوحشي والزرافة، وفي الطيور نجد ريش الطاووس وريش العصافير وجناح الفراشة أو عرف الديك، وفي الأحياء المائية كقشور وجلد الأسماك وأسطح القواقع والمحارات والشعب المرجانية، وفي النباتات نرى الأشجار وأوراق النبات والأزهار وقطاعات الأشجار والثمار… الخ، فهي جميعها منبع ومصدر إلهام للتصميمات الفنية.
وفي الفنون ثنائية الأبعاد يكون الملمس أمر مرتبط بالإدراك البصري ولا ارتباط له بحاسة اللمس وندركه كنتيجة لاختلاف سطح كل منها عن الآخر من ناحية الخصائص البصرية. ويتضح لنا أيضاً أن الملمس في العمل الفني لا ترتبط أهميته المادية بالشكل فقط، بل هو أيضاً وسيلة تعبير عن المضمون ويضيف إلى العمل الفني قيمة معنوية.

العنصر الثامن: الكتله:
الكتلة عبارة عن خاصية فيزيائية للأجسام، تقيس كمية المادة التي يحتويها الشيء. وهو مفهوم مركزي من الميكانيكا والمواضيع ذات العلاقة بها، تقاس بوحدات كالجرام والكيلوجرام، وتبين اثقال الاشكال في العمل الفني وتنسيق كل شكل على حسب ثقله؛ فهو بناء على ثقله القيمي له مكان مخصص او مناسب جداً في العمل واذا وجد به كان وجوده اقوى واثر ايجابياً على قوة العمل بشكل عام.
ترتبط الكتلة في النحت بالصفات المعمارية وتتصف بالصلابة والثقل حيث يحس فيها الإنسان أنها ممتلئة، والكتلة تظهر أيضا في التصميم رغم اختلاف الخامة؛ فالكتلة في التصميم تظهر وفيها العمق وتتميز بالبعد الثالث والاستدارة ويتحسسها الرائي كما يتحسس النحت في الفراغ.
وهنا لا بد أن نميز بين الشكل والكتلة، فنحن غالباً ما نخلط بينهما. فالشكل يمثل المضمون الأساسي المراد التعبير عنه بالرسم، أما الكتلة فهي التي تعطي صلابة الأشكال وتميزها عما يحيط بها.
وإذا كانت الخطوط والأشكال تسود التكوين بما تحمله من قيم جمالية، فإن الكتلة تستحوذ على الاهتمام بما لها من ثقل. كذلك يبرز ملمس الأشكال في الكتلة بالظلال التي توحي بالتباين بين الداكن والفاتح.

 العنصر التاسع: الفراغ:
ولولاه لما اتضحت لنا ابعاد التصميم والاشكال اللتي يحتوي عليها التصميم، واوصي بتفعيل هذا العنصر في التصاميم فهو الاهم لإبراز الاشكال وإعطاء التصميم أبعاد بصريه رائعه.
عندما يستخدم المصمم الخطوط لتقسيم الفراغ فأنه يهتم بإيجاد فواصل ممتعة بينها فإذا ما انقسم الفراغ إلى أقسام متساوية أدركها العقل بسرعة وانصرف عنها لخلو شكلها، مما يدعو لاستمرار التأمل، وعلى العكس من ذلك، إذا استحث المصمم نشاط عقل الرائي لبناء علاقة جمالية بين مساحة وأخرى فانه في هذه الحالة يرضيه بالمشاركة في هذه المشكلة الجمالية.
يمنح الفراغ الكتل القدر المطلوب من الأهمية، إذ أنه يساعد على إعادة خلق المعنى التعبيري للكتل، ويسهم في توحيد عناصر الصورة وتكوين علاقات الترابط بين الأشكال؛ بمعنى أكثر بساطة، هو “الحيز الذي يشغله فراغ”.([4])


([1]) معجم الفيروزابادى
([2]) المعجم الوجيز (2000).مجمع اللغة العربية. طبعة خاصة بوزارة التربية والتعليم، جمهورية مصر العربية.
([3])Gill W Robert, ( 1973Rendering with Pen and Ink,  Thames and Hudson Ltd, London
([4]) فرج عبو، علم عناصر الفن، ط1، بغداد، جامعة بغداد، 1982.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق